تقع مدينة غزة في موقع استراتيجي على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، وهي تبعد 32كم عن الحدود المصرية شمالا.، وتشرف على الطريق الساحلي للبحر الأبيض المتوسط، وتعتبر واحدة من أقدم المدن في العالم. وكانت غزة القديمة مركزاً تجارياً مزدهراً، ومحطة على طريق القوافل بين مصر وسوريا.
وغزة مدينة فلسطينية هامة في أوائل العصر الحديدي، وكانت موقعا لإله الخصب الكنعاني داجون (نصف انسان ونصف سمكة)، ذُكرت غزة مرات عديدة في الكتاب المقدس، وبصورة خاصة بأنها المكان الذي قام فيه شمشون بهدم المعبد الفيليستي حسب التقليد. وقد احتل الملك الآشوري تجلات بلاثصر الثالث غزة عام 734 ق.م، وظلت المدينة تحت السيطرة الآشورية حتى منتصف القرن السابع قبل الميلاد. وأصبحت غزة في القرن السادس قبل الميلاد قلعة ملكية هامة تحت حكم البابليين، وازدهرت خلال الفترتين الهيلينستية والرومانية، وذكرها الكاتب اليوناني القديم هيرودتس باسم مدينة كاديتس، ووقعت المدينة تحت سيطرة الإسكندر الكبير عام 332 ق.م بعد حصار طويل.
أصبحت غزة خلال العصر الروماني مركزا حضريا كبيرا، وأقيمت فيها الهياكل إكراما لزيوس وافروديت وأبولو ومارناس الإله المحلي الرئيس في ذلك العصر، واتسعت المدينة خارج حدودها السابقة، وبُني فيها الميناء القديم مايوماس. وتم خلال الفترة البيزنطية تغيير اسم المدينة إلى قسطنتيا، وبُنيت فيها كنيسة كبيرة في موقع معبد مارناس خلال القرن الخامس الميلادي، كما بُينت كنيسة القديس يوحنا المعمدان فوق كنيسة الإمبراطورة ايدوكسيانا. وظهرت صورة المدينة على خريطة مادبا الفسيفسائية في القرن السادس الميلادي كمدينة كبيرة تحتوي على شوارع معمدة وكتدرائية كبيرة في الوسط. وظهرت أيضا على أرضية فسيفسائية في كنيسة القديس اسطفان في أم الرصاص في القرن الثامن الميلادي. وقعت المدينة في عام 636م تحت الحكم الإسلامي، واشتهرت بكونها المكان الذي دفن فيه هاشم بن عبد المناف الجد الثاني للنبي محمد عليه السلام، وتعتبر مسقط رأس الإمام الشافعي. استرجع صلاح الدين الأيوبي المدينة من الفرنجة في عام 1187، وأصبحت جزءا من الدولة الأيوبية. وكانت غزة خلال الفترة المملوكية عاصمة إقليمية. وانتقلت المدينة في عام 1516 لتصبح تحت حكم الإمبراطورية العثمانية، وأعتبرت عاصمة ولاية فلسطين، وازدهرت خلال هذه الفترة لتكون مركزا تجاريا هاما، ومحطة على طريق التجارة الرئيس بين مصر وفلسطين والجزيرة العربية. وقعت غزة تحت حكم الانتداب البريطاني من عام 1918 إلى عام 1948، وتحت الحكم المصري بين عامي 1948 وعام 1967، ثم وقعت تحت الاحتلال الإسرائيلي في عام 1967. وعادت غزة مرة ثانية تحت حكم شعبها بعد انتقال السلطة الوطنية الفلسطينية إليها في عام 1995.
تعد غزة اليوم مركزا اقتصاديا في المنطقة، وتزرع فيها الحمضيات وغيرها من المحاصيل، وتشتهر المدينة بالسجاد المنسوج يدويا، والأثاث المصنوع من الخيزران، وتتميز بصناعة الفخار. كما تشتهر بالمأكولات البحرية الطازجة، وفيها العديد من الحدائق العامة والمطاعم على طول الشاطئ، حيث يستطيع الزوار الاستمتاع بنسيم البحر الأبيض المتوسط.