زاوية التوباني (زاوية الشيخ نظمي عوكل)
إحدى زوايا نابلس الصوفية، حظيت شهرة واسعة لدى سكان المدينة؛ لإرتباطها بالطقوس الصوفية وإستمرارها على مر الفترات ولغاية وقتنا الحالي، يعد الشيخ نظمي عوكل آخر مشايخ الزاوية، حيث إستمر على خدمتها وعقد حلقات الذكر فيها حتى وفاته سنة 1970م، ثم أعيد إحياء الفرقة الصوفية وطقوسها من قبل مريديها من أبناء المدينة.
تهتم الزاوية بإحياء الموالد وحلقات الذكر والمواسم الدينية كذكرى المولد النبوي الشريف، ورأس السنة الهجرية، وليلة القدر، وغيرها من المناسبات، حيث يخرج أعضاء الفرقة الصوفية بزيها المميز حاميلين معهم الاعلام والطبول والدفوف وغيرها، على شكل مسيرات تجوب شوارع البلدة القديمة، وهي طقوس مستمدة من الطريقة الرفاعية النقشبندية الصوفية، وتلاقي هذه الطقوس ترحيباً واسعاً من المجتمع.
تتكون الزاوية من قاعة مستطيلة الشكل أبعادها 9×4م ويعلوها عقد نصف برميلي، وهو طراز معماري نادر وجودة في مباني البلدة القديمة، يصل إرتفاعه الى نحو 3 امتار، أعيد تبليط أرضية الزاوية بالبلاط الملون محلي الصنع، ويقع مدخل الزاوية في الواجهة الشرقية، وهي واجهة صغيرة قليلة الإرتفاع، ويعلو باب الزاوية ساكف يضم نقش كتابي، وفوقه قوساً ثم نقشاً اخر يضم أربعة أسطر كتابية.
تم تحليل هذه النقوش أثناء زيارته للمدينة عام 1925م ، وتبين أن النقش الأقدم يؤرخ لبناء مسجد التوبة الذي أقيمت هذه الزاوية على أنقاضه، وقد أقام المسجد قاضي القدس الشريف في الفترة المملوكية عام 1351م، بينما يؤرخ النقش الثاني لبناء الزاوية على نفس موقع المسجد عام 1705م خلال الفترة العثمانية. قامت بلدية نابلس ومؤسسة التعاون بترميم الزاوية ومحيطها خلال عام 2018م.