المسجد الحنبلي (الغربي)

سبب التسمية: Relating to the imams of the mosque of the Hanbali school, it was called the Western; Because it is located in the western part of the old town.

المسجد الحنبلي (الغربي)

 ذكرت  المصادر التاريخة المسجد باسم المسجد الغربي؛ نظراً لموقعه في الجزء الغربي من البلدة القديمة، وبعد أن تتابع على إمامته عدد من المشايخ من أتباع المذهب الحنبلي أصبح يعرف بالمسجد الحنبلي، ولا يزال حتى اليوم محافظاً على هذا التقليد الذي توارثته عائلة الحنبلي النابلسية. 

يطل  المسجد الحنبلي مباشرة على أهم أسواق المدينة، وهو خان التجار وشارع الخان، لذلك فإن غالبية المصلين في هذا المسجد من التجار والمتسوقين من أهل المدينة وزوارها.

تأسس المسجد في الفترة المملوكية خلال ولاية السلطان محمد بن قلاوون سنة 1309 – 1343م، وأعيد إعماره في الفترة العثمانية أثناء ولاية السلطان محمد رشاد الخامس سنة 1911م، ولاحقا خلال عام 2011م قامت وزارة الأوقاف بأعمال ترميم وتوسعة المسجد من الجهة الغربية، فأضيفت عدة غرف وأقبية مجاورة للمسجد، وأزيلت السدة التي كانت تعلو الرواق الشمالي .

يرحج أن هذا المسجد أقيم مبانٍ تعود للفترتين الرومانية والبيزنطية ، ويظهر ذلك من الأعمدة والعقود المتقاطعة الحاملة  للسقف ويعلو تلك الأعمدة  تيجان بعضها كورنثي،  وخلال أعمال الترميم  في المسجد عام2011م  تم الكشف عن عامود حجري في الواجهة الغربية يحمل نقشاً كتابياً يعود للفترة البيزنطية، إلى جانب إعادة استخدام الحجارة الرومانية في الجدار القبلي للمسجد. تبلغ المساحة الاجمالية للمسجد نحو 1500متر مربع،  ويتألف من ثلاثة اروقة تفصلها عشرة أعمدة رخامية ضخمة.

للمسجد بوابتان شرقية وشمالية، وفي الواجهة الجنوبية يوجد ثلاثة محاريب للقبلة مخصصة لحلقات العلم للمذاهب الثلاث المعتمدة في المدينة، أكبر وأجمل هذه المحاريب هو المحراب الاوسط على جانبيه عمودين رخاميين ويعلوه قوس حجري دقيق الصنعة بينما كان المحرابين الجانبيين أصغر حجماً وأقل شاناً من المحراب المركزي، وعلى ذات جدار القبلة يقوم المنبر الحجري، وهو منبر جميل يضم جانبيه زخارف نباتية بارزة وأخرى هندسية، وعند طرف جدار القبله من الجهة الغربية توجد غرفة محفوظ بها الشعرات النبوية الشريفة، الجزء الشمالي الغربي من المسجد مخصص لمرافق الوضوء والحمامات، وتعلو مرافق الوضوء وما يوازيها من النهاية الغربية لبيت الصلاة سدة مخصصة كمصلى للنساء.

زاد من أهمية المسجد احتضانه للشعرات النبوية الشريفة التي اهداها السلطان العثماني محمد رشاد الخامس الى المدينة، واستقبلها موكب من وجهاء المدينة سنة 1911م ومنهم رشيد البيطار الذي أوكلت إليه مهمة الحفاظ على الشعرات الشريفة، ومنذ ذلك الوقت تولت عائلة البيطار مهمة المحافظة عليها، وقد داومت المدينة على الاحتفال سنوياً بإظهار الشعرات الشريفة في ليلة السابع والعشرون من رمضان على شكل مظهر احتفالي ديني تخرج فيه الفرق الصوفية بعدتها وأعلامها وراياتها، ويعج المسجد بالمصلين من أهل المدينة وخارجها للإحتفال بهذه المناسبة المباركة.