الأسواق التجاريَّة
موقع الخليل الاستراتيجيّ على الطريق التاريخيّ الذي كان يربط شمال فلسطين بجنوبها وقربها من النقب جعل منها مركزًا تجاريًّا وسوقًا للفلاحين وللبدو، ومحطة تجاريَّة وبريديَّة للمتجهين من جبال فلسطين الوسطى باتجاه مصر وشمال الجزيرة العربية؛ فقد وصل تجار المدينة إلى مصر وتاجروا مع سكانها، خاصة تجارة الزجاج الخليليّ الشهير الذي ساهم في إنعاش حياتها التجاريَّة والاقتصاديَّة ورخاء سكانها وثرائهم.
وفي الفترة الإسلاميَّة أخذت هذه الطريق أهميَّة خاصة وأصبحت طريق الحج الإسلاميّ الشَّاميّ للديار الحجازيَّة والمسجد الأقصى والمسجد الإبراهيميّ. وكانت القوافل والرحلات تمر بمدينة الخليل في طريقها إلى جنوب فلسطين والأردن وسيناء وشمال الجزيرة العربية؛ فانعكس ذلك على تخطيط المدينة، وازدهرت أسواقها وتخصصت في سلع متنوعة عكست طبيعة النشاط الاقتصاديّ والحرفيّ للمدينة؛ فكانت أسواق المدينة من أهم مرافقها الحيوية التي تميزت بالنمط الطوليّ، حيث تصطفُّ المحال التجاريَّة على جانبي الطريق لتكون أسواقًا تخصصيَّة متنوعة منها: سوق القزازين، وسوق الزياتين، وسوق الحصريَّة، وسوق اللبن، وسوق الإسكافيَّة، وسوق الغزل وغيرها. وواكب هذه الأسواق وجود الخانات والوكالات مثل: خان الخليل، وخان شاهين، وخان دويك، وسوق الوكالة. وبسبب تطور الحياة الاجتماعيَّة والاقتصاديَّة وتضيق الاحتلال الإسرائيلي على الحركة التجاريَّة فقدت العديد من أسواقها أهميتها ووظيفتها، وانتقل جزء كبير منها إلى منطقة باب الزاوية.