تكيَّة سيدنا إبراهيم عليه السلام

تكيَّة سيدنا إبراهيم عليه السلام

تقع بالقرب من الحرم الإبراهيمي الشريف، وتقترن به وبمدينة الخليل، وكانت في السابق تقع بجانب الحرم من ناحية الشرق، وتشغل قسمًا من الرباط المنصوري، وتعتبر معلمًا تاريخيًّا عريقًا من معالم المدينة. عُرِفَت بسماط الخليل وبشوربة سيدنا إبراهيم أو الدشيشة (الجريشة) وهي المائدة الخيريَّة التي تُقدَّم مجانًا لزوار الحرم الإبراهيميّ في مدينة الخليل في كل الأوقات. تُعدُّ هذه الأكلة من القمح المجروش الذي يُطبَخ بالماء، ويُضاف إليه زيت الزيتون وأحيانًا اللحمة؛ وهي عادة عربيَّة إسلاميَّة أصيلة ارتبطت بكرم سيدنا إبراهيم وسُنَّته في إكرام ضيوفه. وخلال الفترات الإسلاميَّة المختلفة عُمِلَ بهذا التقليد الذي ارتبط بالحرم الإبراهيمي الشريف لإطعام زواره والمصلين فيه والمتبركين به وأبناء السبيل والفقراء والزُّهَّاد. ولم تتوقف هذه العادة إلا خلال فترة سيطرة الصليبيين على المدينة، ثم استؤنفت بعد تحريرها على يد صلاح الدين الأيوبيّ. حُوِّل سماط الخليل إلى مؤسسة ذات طابع رسميّ تشرف عليه الدولة وتنظمه في بداية الفترة المملوكيَّة عام 1263م. فرصدت له الأموال والمخصصات السنويَّة اللازمة لاستمراره، وأوقف السلاطين وقادة الجيش القرى والعقارات الكثيرة على المسجد الإبراهيميّ والتكية الإبراهيميَّة، وكان ريع هذا الوقف يصل من مصر والشام وشرق الأردن ومن جميع أنحاء فلسطين، كمرج ابن عامر في الشمال ومدن وقرى نابلس والقدس وبئر السبع، ووقف خليل الرحمن في مدينة الخليل، وكذلك ضريبة الأراضي العشريَّة، وغيرها، بالإضافة إلى ما يرد التكية من صدقات ونذور وهدايا من الأهالي. وقد ذكر التكية الرَّحالة والسياح الذين زاروا الخليل، ومنهم المقدسيّ في القرن العاشر الميلاديّ، وناصري خسرو في القرن الحادي عشر الذي زار الخليل قبيل بدء الحروب الصليبيَّة، وابن بطوطة في القرن الرابع عشر وغيرهم.