عناب الكبير / الظاهرية

عناب الكبير / الظاهرية

تبعد القرية نحو 22 كيلومترًا عن مدينة الخليل  ومن الشرق تجاورها قرية "أم القصب"، ومن الشمال بلدة لظاهرية ، وإلى الغرب منها "الرماضين"، أمّا إلى الشرق فقرية "سومرة". تقع الكنيسة البيزنطية على بعد 300 متر شرق القرية الحالية، وقد بنيت على سطح مكشوف بمثابة مركز ديني للمجتمعات المسيحية المجاورة على الأرجح. تعتبر الكنيسة من أهم وأروع وأجمل الكنائس البيزنطية في جنوب فلسطين من حيث التصميم والطراز وفسيفساءها. وقد تم تحديد أربع مراحل من الإستيطان والبناء امتدت من النصف الثاني من القرن السادس حتى الفترة المملوكية.

في القرن الخامس الميلادي بنيت الكنيسة باسلوب "بازليكي" يتكون من  ثلاث اروقة ،اثنان جانبيان ورواق اوسط،  بالإضافة الى الحنية المُثمنة من الجهة الخارجية وبني امام الكنيسة ايضا رواق امامي بالإضافة الى بئر لجمع المياه.  في هذه المرحلة  تم رصف الأرضية بفسيفساء جميلة جدا تمثل رسومات لطيور مختلفة بالإضافة الى وجود حوض عماد حجري.

في مرحلة متأخرة تم العمل على توسعة هذه الكنيسة بإضافة رواق شمالي وهذا يدل على ان هذه الكنيسة كانت مركزية لخربة عناب والقرى الزراعية المحيطة بها. ويبدو أن هناك طابق ثان بني في هذه الفترة بدليل وجود درج في المجاز الأمامي للكنيسة.

في القرن الثامن الميلادي كان هناك تغيير بأرضية الفسيفساء بحيث تم تشويه جميع الرسومات الحية خاصة رسومات الطيور الموجودة وتم طمسها ، لكن أثناء الحفريات الأثرية تبيَن أن شكل الرسومات الخارجي ما زال موجود بالرغم من أن تم تشويها وطمسها، وهذا يرجع الى اعتقادات دينية سواء اسلامية أو مسيحية في تلك الفترة. استخدمت الكنيسة في هذه الفترة للسكن، وتم اضافة بعض الابنية الى الموقع بالإضافة الى مطبخ. وقد عُثر في هذه الكنيسة على قبر يعود الى أحد الرهبان الذين تم دفنهم تحت ارضية الكنيسة.

آخر الشواهد بأن الكنيسة قد بقيت حتى القرن الرابع عشر مأهولة ولا يوجد سبب واضح على هدمها وهجرتها.

ويوجد في الجهة الشمالية الغربية من هذه الكنيسة أهم وأكبر معاصر العنب بالإضافة الى معصرة زيتون .