معصرة شجرة الدُّرّ
تقع في البلدة القديمة بالقرب من ساحة البلديَّة القديمة في منطقة الزاهد، وسُمِّيت بهذا الإسم نسبة إلى مالكيها عائلة عبد النبي النتشة، وأطلق عليها معصرة شجرة الدُّرّ نسبة إلى مدرسة شجرة الدُّرّ الواقعة في الطابق العلويّ. شُيِّدت المعصرة في أوائل القرن العشرين خلال الفترة العثمانيَّة المتأخرة، وأضيف إليها مطحنة حبوب في عام 1925م. استمرت في العمل حتى بداية السبعينيات من القرن الماضي، ودلَّت البقايا واللُّقى الأثريَّة التي عثر عليها في الموقع على وجود بد زيتون يعود إلى الفترة العثمانيَّة.
وفي فترة الإنتداب البريطاني طُوِّر المبنى كمنشأة صناعيَّة ضمَّت معصرة زيت زيتون ميكانيكيَّة، ومطحنة حبوب استُخدمت حتى مطلع سبعينيات القرن الماضي. وتوثق هذه المنشأة مرحلة مهمة من مراحل تطور التكنولوجيا في عصر زيت الزيتون وطحن الحبوب في الخليل من الأسلوب التقليديّ القديم، والذي كان يدار يدويًّا بقوة الإنسان أو باستخدام قوة الدواب، إلى المعاصر والمطاحن الميكانيكيَّة الحديثة.
في عام 2014، تولت لجنة إعمار الخليل، ترميم وتأهيل مبنى المعصرة بتمويل من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، وفي عام 2015، تولت وزارة السياحة والآثار تطوير وسائل العرض داخل المبنى بتمويل من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، وبالتعاون مع اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم.
وتحتوي قاعات العرض في المبنى، مكابس تعمل على الضغط الهيدروليكي، ومسن ميكانيكي مصنوع من الحجر الرملي الصلب مثبت داخل اطار خشبي. كان يستخدم لسن الأدوات المعدنية، وقفف، وصناديق خشبية، وسراج معدني كان يستخدم للإنارة داخل المعصرة، وجرار تخزين الزيت والماء، وهي مزججة من الداخل من أجل تفادي امتصاص الفخار للزيت واستخدمت ايضاً لنقل وتخزين المياه، وغيرها.