قصر هشام (خربة المفجر)
يقع قصر هشام في الضفة الشمالية لوادي نويعمة ويبعد حوالي 2 كم الى الشمال من مركز مدينة أريحا. ويُعرف الموقع بأطلال خربة المفجر، ويُنسب القصر الى الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك ( 724-743م) حسب الدلائل الكتابية المُكتشفة في الموقع. وقد استكملت زخرفته لاحقاً من قبل وريثه الوليد الثاني (743-744م). ولم يكن هذا القصر هو المقر الرسمي للخليفة. وإنما كان قصراً شتوياً للراحة والاستجمام. وقد دُمرت قاعة الاستقبال والحمام بواسطة زلزال عنيف ضرب المنطقة حوالي 749م. استمر السكن في بعض المناطق الأخرى من الموقع بما في ذلك القصر حتى القرن العاشر الميلادي. استخدمت المنطقة الشمالية من القصر كضيعة زراعية خلال الفترة الأموية والعباسية في الفترة ما بين 730- 950 ميلادي.
بدأت التنقيبات الأثرية الأولى في الموقع بين عامي 1935 و 1948 من قبل دائرة الآثار الفلسطينية تحت إشراف ديمتري برامكي وبمساعدة روبرت هاملتون، حيث كُشف عن جزء كبير من مجمع القصر ثم أجريت تنقيبات في المنطقة الشمالية للقصر خلال الستينات من القرن الماضي، وللأسف لم تُنشر نتائجها. واستؤنفت أعمال تنقيب صغيرة النطاق في منطقة الحمام في عام في عام 2006، وتلتها تنقيبات مُنظمة في الفترة الممتدة ما بين 2011-2015 ضمن مشروع التعاون بين وزارة السياحة والأثار وجامعة شيكاغو الأميريكية بهدف إعادة تقييم الموقع. في نهاية شهر تشرين أول من العام 2021 افتتح مشروع كشف أرضية القصر وتغطيتها بغطاء حديث ومتطور للحفاظ عليها، بتمويل من الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا).
احتوى الموقع خلال الفترة الأموية على القصر والحمام الكبير والمسجد والنافورة وسور خارجي (الحير) وبوابتين، وربما سكن للنخبة الحاكمة، وجاء ترتيب المباني الرئيسية الثلاثة الأولى على الجانب الغربي من فناء مشترك مع بركة ونافورة في مركزها. تكوّن القصر من بناء مُربع، مُشيّد بطابقين، وله أبراج دائرية عند الزوايا، وكان مدخل القصر عبر ممر مقبب، وأحيط بالمقاعد من كلا الجانبين، وللقصر فناء مركزي (ساحة)، مُحاط بأربع صالات عرضية، ويشير ترتيب الغُرف فيها الى أنها استخدمت للضيوف والخدم والتخزين.
يتركز نظر الزائر للقصر على النجمة الموضوعة حالياً في الفناء، والتي كانت احدى نوافذ الطابق العلوي، وأصبحت حالياً رمزاً مشهوراً لمدينة أريحا. يوجد مسجد صغير له محراب على الجهة الجنوبية للقصر، وتؤدي الأدراج الموجودة في الزاويتين الشمالية الشرقية والجنوبية للساحة الى الطابق العلوي، ويبدو أنه استخدم جناحاً للسكن. يقع السرداب ( الحمام البارد) في الجهة الغربية من الفناء المركزي للقصر، وهو مشيّد تحت مستوى أرضية القصر، و يتكون من غرفة مُقبّبة، وبركة ماء، ومقاعد، وأرضية مُلونة من الفسيفساء. أضيف المسجد الرئيسي الى الجدار الشمالي للقصر، ومخططه يأخذ الشكل المستطيل، ولهُ محراب باتجاه القبلة.
يقع الحمام الكبير الى الشمال من القصر، ويتكون من قاعة الاستقبال الكبيرة والمعروفة باسم الغرفة الباردة، وأجمل ما يميزها الأرضية المرصوفة بالفسيفساء، وتبلغ مساحتها حوالي 30×30 م، وبها 38 لوحة من الفسيفساء المُلونة. وكان الحمام مسقوفاً بسلسلة من العقود والقباب، وتشكل نظام الأقواس على استخدام الآجر (الطين المُجفف المشوي)، والتي ارتكزت على ستة عشر قاعدة حجرية ضخمة، تقع في أربعة صفوف، زُين هذا المبنى بالجص، والحجارة المنحوتة، والتماثيل. وزُخرفت الأجزاء العلوية برسومات جدارية، وأضيفت بركة ماء في الجهة الجنوبية من الحمام، ووضع تمثال الخليفة فوق المدخل الرئيسي، وربما أن الخليفة كان يجلس في نهاية الحنية المُقابلة لهذا المدخل. أضيفت الغرف الساخنة الى الشمال من قاعة الحمام (القاعة الباردة)، وتكون الحمام من غرفتين فاترتين وغرفتين حارتين، تُسخن بالبخار وموقدين ومرحاض. يُعتبر تصميم الحمام نموذجاً للحمامات العامة التي سادت في المُدن خلال الفترة البيزنطية والإسلامية المُبكرة.
أقيم الديوان في الزاوية الشمالية الغربية لقاعة الحمام، وهو عبارة عن مقصورة صغيرة للضيافة، ذات منصة دائرية في نهاية الغرف الشمالية. والغُرف مزودة بدكة على جانبي الجدارين الرئيسيين الشرقي والغربي، وكُسيت جدرانها بالجص المحفور، ورُصفت أرضيتها بالفسيفساء الفائقة الجمال، بأشكال هندسية مُختلفة بما فيها اللوحة الشهيرة بمشهد الأسود والغزلان تحت شجرة النارنخ أو شجرة الحياة.
بُنيت المنطقة الشمالية من قصر هشام لأول مرة في العصر الأموي ( في بداية القرن الثامن الميلادي) كممتلكات زراعية، وتظهر الأنشطة الزراعية من وجود معصرة عنب كبيرة. وفي العصر العباسي (750-950م) أضيف سكن واسع، ويبدو أن لهُ طابعاً إدارياً، ويحتوي على مسجد صغير ومنازل واسطبلات للخيول.
زُود القصر بالماء من خلال قناة مفتوحة من ينابيع عين الديوك وعين النويعمة الواقعة على سفح جبل قرنطل على بُعد خمسة كيلومترات غرباً. عبرت القناة الوادي في نقطتين مختلفتين فوق الجسور المقنطرة، والتي صبت في خزان كبير على مسافة قريبة من القصر، ورُبما أن الموقع سمى المفجر لوفرة تدفق المياه فيه.
مدخل القصر
الفترة الأموية حوالي 730- 749م (111 – 131ه)
كان هذا القصر مكان اقامة الخليفة وضيوفه، وهو قصر مُربع الشكل مبنى بالحجر الرملي والطوب الأحمر ومحاط بسور وفي زواياه أبراج اسطوانية، بُنيت طوابقه العُليا من سقف خشبي والقرميد الطيني.
يُحيط بمدخل القصر غُرف خارجية مُثبتة خلف رواق مُعمد، ربما كانت تلك الغرف سوقاً او سكناً للضيوف، كان المدخل الرئيسي الموجود أمامك ممراً مقبباً فيه مقاعد حجرية لحراس القصر، أو لزوار ينتظرون السماح لهم بالدخول، وكانت الجدران فوق المقاعد مُزينة بالحجر المنحوت والجص المزخرف لإثارة اعجاب وانتباه الناظرين.
الإسطبل:
الفترة العباسية حوالي 750- 850 م (132 – 235ه)
أستخدم هذا المكان اسطبلاً للخيول خلال الفترة العباسية، وبالتحديد في القرن التاسع الميلادي، فكانت تؤخذ الخيول منه الى المكان الذي يحيط بساحة كبيرة في شرق قصر هشام وتمتد على مسافة أكثر من الكيلومترين، وكانت هذه المنطقة تستخدم للرعي وتناسل الخيول والتدريب ومن الممكن أنها كانت أيضاً تُستخدم لسباق الخيول.
أمامك باب الاسطبل وارض مرصوفة بالبلاط الحجري المنقول من منطقة النبي موسى، وعلى اليسار تقع غرفتان صغيرتان طويلتان وفيها مذاود لوضع علف الخيول، وقد بُني الاسطبل في نفس الوقت الذي بُني فيه البيت العباسي الموجود على يسارك.
المسجد:
الفترة الأموية حوالي 730-749 (111 – 131ه)
أخذت الصلاة مكانة مهمة في حياة سكان قصر هشام، كما يتبين من الموقع المركزي لهذا المسجد بيت القصر وقاعة الاستقبال، فالمدخل الرئيسي للمسجد على يسارك يفضي الى ساحة استخدمت مصلى للزوار وسكان المجمع، وللمسجد محراب يدل على اتجاه القبلة، وكان هذا الجزء مقبباً برواق محمول على أعمدة، وعلى يمينه يوجد مدخل صغير يؤدي الى داخل القصر وكان هذا مدخلاً خاصةً للخليفة أو الوالي.
البوابة الشمالية :
الفترة الأموية حوالي 730-749 (111 – 131ه)
أتاحت هذه البوابة الدخول لمنطقة القصر من جانب الجدار والذي فصلها عن الاراضي الزراعية، اكتشفت هذه البوابة في عام 2011، وهي تشبه البوابة الجنوبية التي تم اكتشافها في ثلاثينات القرن الماضي والموجودة عند المدخل الحديث لهذا الموقع.
أحاط بالمدخل برجان شبه دائريان، يحف بها مقاعد للانتظار نقش على أحداها لعبة " السيجة"، وفي الفترات اللاحقة ازيل كثير من بلاط الأرضية ما عدا الجزء الذي كان تحت القنطرة المنهارة.
عندما يدخل الزوار من البوابة يقتربون من النافورة والحديقة والمسجد الموجود أمام القصر وقاعة الاستقبال.
معصرة العنب الأموية:
الفترة الأموية حوالي 730-749 (111 – 131ه)
تُعتبر هذه المعصرة من أكبر معاصر العنب التي وجدت في فلسطين، كانت تنتج كميمة كبيرة من عصير العنب تزيد عن حاجة واستهلاك القصر، ويدل ذلك على دورها في الانتاج الزراعي والتجاري، فكان العنب يهرس بالأقدام على الأراضي الفسيفسائية التي يتوسطها حجر على شكل قلب( قاعدة مكبس) والذي كان جزءاً من ألية العصر، فبعد واثناء عملية العصر ينساب عصير العنب في انبوبين فخاريين ليصل الى حوض سفلي ومنه الى أحواض تخزين تقع في الجهة الشمالية للمعصرة، وكان يوجد مقاعد على طول الجدران ليستريح عليها العُمال.
استخدم عصير العنب لتصنيع الدبس والخل أو النبيذ، وتدل الحجارة وقناطر القرميد المُتساقطة أن معصرة العنب انهارت بسبب الزلزال الذي وقع عليها.
النافورة:
الفترة الأموية حوالي 730-749 (111 – 131ه)
تقع في وسط الحديقة أمام القصر، وتتكون من نافورة مركزية وبركة عميقة مُحاطة بجدران مثمنة وقناطر مرتفعة، وفي وسطها يوجد اربعة أعمدة تحمل قبة عالية وشُرفة مُزينة، يعتقد ان جسراً كان يصل القصر بهذا المبنى كي تتوفر للخليفة منصة خاصة ينظر منها الى الطبيعة ويُشاهد سباقات الخيول، كان هذا منظراً بديعاً يتخلله خرير الماء ومشهد الحقول باتجاه الشرق.
مسجد المنطقة الشمالية:
الفترة العباسية حوالي 800 – 950م (183-338ه)
يظن علماء الأثار أن هذا المسجد الصغير هو الأخير الذي بني في الموقع، ويعود الفخار الذي وُجد على أرضيته الى الفترة العباسية، ويشير المسجد بالإضافة الى المزارات والمساجد الصغيرة المُشابهة له الى أهمية الدين في المجتمع الذي عاش في هذا المكان.
أمامك محراب عميق متجه نحو القبلة، وعلى يسارك غرفة ربما كانت للنساء أو لإقامة الامام، ويعتقد أن المصطبة الضيقة الى الشمال كان مبنياً عليها درج يؤدي الى سقف المسجد يستخدم لرفع الآذان، وعلى الأغلب كان له متوضأ يوجد بالقرب من باب المسجد بجانب الشارع الذي يمر من امامه.
البيت العباسي :
الفترة العباسية حوالي 750- 850 م (132 – 235 ه)
يُعتقد أن هذا البيت كان ملك حاكم الضيعة خلال الفترة العباسية، فتوجد بيوت مُشابهة له تعود الى عهد الخليفة هارون الرشيد (786- 809م ، 179-192ه) في الرقة في سوريا.
كان مدخل البيت من خلال الباب الذي امامك أو من خلال الغرفة "ج" على يسارك، وكان الفناء يحتوي على مرافق للتخزين وطابون (فرن)، ويُعتقد ان ربات البيوت استخدمن الغرف "ه" و"و" حيث يدل على ذلك بقايا مستحضرات تجميل فيها، اما الغرفة "ب" فقد كانت تستخدم كقاعة استقبال وهي تقع بجوار غرفة خاصة "ز"، واستخدمت الغرف في نهاية البيت (ح، و، ي) للطبخ والتخزين وكانت الغرفة "د" مرحاضاً بُني بأحجار تم أخذها من نافورة القصر.
المنطقة الشمالية الضيعة الزراعية:
الفترة الاموية حتي العباسية حوالي 730-950م (111-338ه)
لم يكن قصر هشام مكاناً للراحة والترفيه فقط، بل كانت المنطقة الشمالية التي أمامك ضيعة زراعية في الفترتين الاموية والعباسية ورُبما بنيت لتكون مسكناً للنخبة في العصر الأموي ( قبل 750م، 132ه)، وتدل معصرة العنب التي على يسارك على ممارسة أعمال زراعية متعلقة بالكرمة، استمر سكن الموقع خلال الفترة العباسي (750 -950م ) ، ويدل على ذلك وجود مسجد صغير ومنازل للسكن واسطبل الخيل.
العناصر المعمارية المنحوتة:
يزخر قصر هشام بالمنحوتات سواء الجصية أو الحجرية، والتي تضم تماثيل آدمية وحيوانية ونباتية وهندسية، واستخدمت المنحوتات الجصية على نطاق واسع في جميع أنحاء الموقع، ولا سيما لتزيين الجدران، والأقواس والاسقف والتيجان والأقارير والمحاريب والنوافذ والشرفات، وعثر على أروع الجداريات والزخارف الجصية في غرفة الديوان، وفي قاعة الاستقبال، وكذلك في ممرات مدخل القصر، ومعظم هذه المنحوتات موجودة حالياً في متحف أثار فلسطين (روكفلر) في القدس.
احتوت غرفة الديوان على لوحات هندسية ونباتية، مُطوقة بأحصنة مجنحة وطيور، وتُوجت قبتها بوردة عملاقة من أوراق نباتية، ووضعت بها ستة تماثيل انسانية نصفية، ورُتبت حول زهرة مفتوحة في المركز.
اشتملت واجهة قاعدة الاستقبال ومدخل البهو على منحوتات آدمية تقارب الحجم الطبيعي من الذكور والاناث، وهي بوضعية الوقوف وتنظر للأمام، ومؤطرة بداخل حنيات، تحتوي التماثيل الآدمية جنود نظاميين، ورياضيين أو سياحيين، بالإضافة الى حيوانات كالأغنام البرية، والوعول، والغزلان الجائية (جالسة على ركبتيها) في صفوف على الأقارير، ويبدو بأن تمثال الخليفة قد وُضع في حنية فوق مدخل قاعة الاستقبال.
الفسيفساء- الطرق والمواد المُستخدمة
صُممت الفسيفساء في قصر هشام على أيدي أمهر الحرفيين المُبدعين في تلك الفترة، وجاءت مكعبات الفسيفساء الصغيرة متنوعة في الحجم واللون والشكل (مُربعة ومُثلثة وشبه رُباعي)، وصممت ووضعت في خطوط مستقيمة أو دوائر أو منحنيات مشكلة الرسومات والأشكال المُختلفة بدقة عالية وتدرج في الألوان وبأنماط هندسية متناظرة.
مُكونات طبقات الفسيفساء في قصر هشام :
1- أرضية الفسيفساء ( الطبقة العلوية) :تتكون من حجارة طبيعية وبألوان مختلفة حيث قُطعت يدوياً على شكل مكعبات فسيفساء صغيرة وبطول ضلع تقريباً 132 ملم في قاعة الاستقبال، بينما تصل الى 6 ملم في الانماط الدائرية في منتصف القاعة وغرفة الديوان.
2- طبقة المونة الحيوية ( الطبقة الوسطى) تتكون بالأساس من الشيد النقي الأبيض ، وتوضع فوق الطبقات التحضيرية بسمك تقريبا 2 سم وبمساحات صغيرة ثم تغرس بداخلها مكعبات الفسيفساء يدويا مشكلة الرسومات والاشكال المختلفة.
3- الرصفات التحضيرية (الطبقة السفلية) تميزت هذه الطبقة بقوتها وبسطحها العلوي المدعوك جيدا مما ساهم في استقرار ارضيات الفسيفساء بشكل جيد. الجزء العلوي من الرصفات التحضيرية يتكون من خليط من الرماد والشيد والحصويات الطبيعية الكبيرة بالإضافة الى كسر من الحجارة المُلونة التي استخدمت في تصنيع مكعبات الفسيفساء حيث يصل سمك هذا الجزء تقريبا 12 سم، اما الجزء السفلي من الرصفات التحضيرية فيصل سمكه تقريبا الى 15 سم، ويتخلله قطع صغيرة وكبيرة من الحجارة الرملية (6-8 سم) والتي كانت مرصوفة بشكل أفقي.
نظام الحمام:
يحتوي مجمه الحمام على قاعة الاستقبال ( الغرفة الباردة) والغرفتين الدافئتين ( الغرف A و Bعلى المخطط) والغرفتين الحارتين والمسخنة بالبخار ( C و D)، وفرنان أسفل الغرفتين ( C و D) يتم تغذيتهما من الغرفة ( E ) ومن شمال الغرفة (D) ، كما يحتوي نظام الحمام على مرحاض عام ( الغرفة F).
يمكن الوصول الى الغرفتين الدافئتين (A و ( B عبر باب موجود في الحنية الغربية للواجهة الشمالية من قاعة الاستقبال، وتحتوي جوانب الغرف على مقاعد الجلوس المستحمين قبل دخولهم الى الغرفة الحارة، وكُسيت الجدران والأرضيات والمقاعد الجانبية بألواح الرخام.
الديوان:
وهو عبارة عم غرفة استقبال صغيرة تقع في الزاوية الشمالية الغربية من قاعة الاستقبال بجانب الغرف الدافئة، واستخدمت منصتها ومقاعد لاستقبال الضيوف المهمين، وزُينت جدرانها وقبتها بألواح جصية وأعمدةـ وتم تغطية أرضيتها ومقاعدها بالفسيفساء بأشكال هندسية، أما المنصة العلوية فلها سجادة فسيفساء خاصة بها، وتُصور هذه السجادة سجرة الحياة مع أسد وثلاثة غزلان، يعتقد بأنها اشارة لرموز الخير والشر او للسلام والحرب، كما يعتقد الكثيرون أن الخليفة جلس على هذه الصورة الرمزية المُعبرة.
اللوحات الفسيفسائية:
تُمثل الارضيات الفسيفسائية لقاعة الاستقبال والديوان سمة مميزة من عناصر الفن الاسلامي المبكر.
ورصفت أرضية القاعة بالفسيفساء الملونة بشكل متواصل باستثناء قواعد الاعمدة والبركة، وتبلغ مساحتها من ثمانية وثلاثين سجادة دائرية ومستطيلة تتناسب مع شكل وتصميم القاعة، ويبدو انها تعكس طبيعة البناء المعماري لسقف القاعة الذي كان يتكون من قباب وأقواس، وتتكون مكعبات الفسيفساء من 21 لون من الحجر الطبيعي، وجاءت التصاميم في معظمها من انماط هندسية ونباتية تعكس الفن المحلي الذي كان سائداً في فلسطين.
المدخل الخاص للخليفة :
كان للخليفة ولعائلته مدخلاً خاصاً في الزاوية الجنوبية من قاعة الاستقبال، ويُعتقد ان الخليفة كان يتنقل بيت القاعة والقصر من خلال هذا الممر، والذي يمكن رؤية بقاياه وعلى جانبيه قواعد الأعمدة الخاصة به.
بركة السباحة:
يبلغ طولها حوالي 20 متراً، وعُمقها 1.5 متراً، وكسيت جدرانها وارضيتها بطبقات من القصارة العازلة، واستخدم الطوب المشوي لعزل جدران البركة من الداخل، كان يصلها الماء عن طريق قناة من اعلى الجدران الغربي، ووجدت فُتحات لتصريف المياه في ارضية البركة من خلال انبوب من الفخار اسفل الجدار الشرقي، واستخدمت مياه البركة احياناً في تنظيف ارضية الفسيفساء، او نقلت للخارج عبر قنوات الصرف الموجودة تحت ارضية القاعة.
السجادة الدائرية المركزية:
تقع في وسط قاعة الاستقبال، وتعتبر من اعقد اللوحات الفسيفسائية الملونة، وتتكون من سلال دائرية جميلة محاطة بإطار متموج ورموز نباتية، يُفترض ان تكون مباشرة تحت القبة الرئيسية.
وتُجسد هذه الأنماط ملامح لتصميم من تسع نجوم متحدة المركز حول غطاء مصرف الماء الرخامين وتتضمن شبكة من المثلثات المُلونة صغيرة الحجم تتسع ويكبر حجمها تدريجياً نحو المحيط ليكون مشهداً لوردة عملاقة، مُكونة من 24 بتلة متداخلة بشكل لزي، منتجة تأثيراً بصرياً لأنماط متنوعة أخرى لا نهاية لها.