موقع المغطس
للموقع مكانة دينية خاصة بالنسبة للمسيحيين فهو المكان الذي أتى إليه المسيح إلى يوحنا المعمدان وتعمد على يديه وبعدها بدأ خدمته الدينية وجمع تلاميذه الأوائل منهم أندرو وبيتر وفيليب، ولا تزال الجدران القديمة التي يعود تاريخها إلى القرن الأول ميلادي والمحفور عليها الصُلبان من قبل الحجاج الأوائل الذين وقفوا في هذا المكان أثناء طريقهم من القدس إلى جبل نيبو، وكان هذا المكان على مر القرون موقع للمعمودية الواقع أسفل الدرجات الرخامية المؤدية إلى النبع بالقرب من كنيسة القديس يوحنا المعمدان، وأكد ذلك كلًا من الرهبان والقديسين، ولذلك يفضل الحجاج المسحيين والسياح التجمع على ضفاف نهر الأردن في الوقت الحالي.
يتميز المغطس بمنطقتيْن متميزتيْن هما: المنطقة الأولى هي تل الخرار والمُسمى بتل إيليا والذي تتواجد على تلته بقايا الدير، والمنطقة الثانية هي منطقة زور؛ وهي المنطقة القريبة من النهر والواقعة جهة الشرق على بعد 2 كيلومتر. يوجد في هذه المنطقة كنيسة القديس يوحنا المعمدان القديمة كذلك بقايا كنائس وبرك معمودية ومساكن الحجاج. يحتوي المغطس على بقايا كنائس قديمة منها يعود إلى الفترة البيزنطية والكهوف الواقعة بالقرب من هذه الكنائس والتي كانت مناسك للرهبان وكنائس جديدة.
أشارت بعض الاكتشافات الأثرية التي تعود الى العصر البيزنطي والروماني إلى أن المغطس هو موقع الحج الشهير وكان ذلك مع بداية القرن السادس، وحدث في الفترة الواقعة ما بين 491–518 م إقامة الإمبراطور البيزنطي أناستاسيوس أول كنيسة للقديس يوحنا المعمدان، التي تمّ تدميرها من قبل الفرس في العام 614م. وفي القرن الثالث عشر تم بناء دير للروم الأرثوذكس، لم يسمح للمسيحين زيارة الموقع بعد احتلال الضفة الغربية الا في عام 1985.