كنيسة مغارة الحليب

كنيسة مغارة الحليب

وفقًا للتقاليد المسيحية القديمة، فإن مغارة الحليب هي الموقع المقدس حيث يُعتقد أن العذراء مريم أرضعت الطفل يسوع أثناء اختبائها من جنود الملك هيرودس الذي كان يسعى لقتل الطفل. وكما تقول القصة، بينما كانت مريم ترضع يسوع في المغارة، قيل إن بضع قطرات من حليبها سقطت على الصخرة البيضاء الناعمة، مما أدى إلى صبغتها البيضاء الحليبية المميزة إلى الأبد.

مغارة الحليب نفسها عبارة عن كهف غير منتظم الشكل أو كهف صغير تم تجويفه من الحجر الأبيض الناعم الشبيه بالطباشير الشائع في المنطقة. يقع هذا الموقع المقدس المتواضع ولكن الموقر جنوب شرق كنيسة المهد المهيبة في بيت لحم، وكان موقعًا للحج للمسيحيين والمسلمين على حد سواء لقرون.

شيدت الرهبانية الفرنسيسكانية، التي حافظت منذ فترة طويلة على وجودها في الأرض المقدسة، الهيكل الحالي الذي يضم مغارة الحليب في عام 1872 م. يحمي هذا المبنى المتواضع الشبيه بالكنيسة الكهف المقدس ويحيط به، مما يسمح للزوار بالدخول وتجربة المساحة المقدسة حيث يُعتقد أن العذراء مريم أرضعت طفلها الإلهي أثناء فرارهم من غضب الملك هيرودس. في عام 2007 قامت الرهبانية الفرنسيسكانية باجراء عمليات تطوير وترميم شاملة وبناء كنيسة حديثة في الموقع نظراً للاقبال الشدسد على هذا المكان المقدس من قبل العائلات المسيحية والمسلمة والمجموعات السياحية من كافة أرجاء المعمورة.

بجانب أهميته العميقة في التقاليد المسيحية، فإن كهف الحليب مشهور أيضًا بخصائصه العلاجية المزعومة، وخاصة فيما يتعلق بصحة المرأة وتسهيل الرضاعة الطبيعية. يتم طحن الصخرة البيضاء النقية التي تشبه الطباشير تقريبًا في الكهف إلى مسحوق ناعم وتوزيعها كأثر مقدس، مع الاعتقاد بأن استهلاك كميات صغيرة من هذا "الحليب المقدس" يمكن أن يخفف من صعوبات الرضاعة ويعزز صحة الأم.