برك سليمان
تقع برك سليمان في قرية أرطاس جنوب غرب مدينة بيت لحم. تتكون برك سليمان من سلسلة من ثلاث برك متجاورة ومترابطة. ويصب الحوض الأول في الثاني، ويصب الثاني في الثالث، الذي تتفرع منه قناتان. يبلغ طول البركة الأولى 116 مترًا، ويبلغ أقصى عرض لها حوالي 72 مترًا، ويتراوح عمقها من 6 إلى 12 مترًا، وتبلغ سعتها حوالي 85 ألف متر مكعب. ويبلغ طول البركة الوسطى حوال 129 مترًا، وعرضها 76 مترًا، وعمقها حوالي 12 مترًا، وسعتها حوالي 90 ألف متر مكعب. أما البركة الثالثة والأدنى، والمعروفة أيضًا باسم البركة المملوكية، فهي الأكبر بين الثلاثة. ويبلغ طولها 177 مترا، وأقصى عرض 86 مترا، وعمقها حوالي 15 مترا، وسعتها حوالي 113 ألف متر مكعب. وتتجاوز السعة الإجمالية للبرك الثلاثة أكثر من ربع مليون متر مكعب.
ويعود تاريخ البركتين العليا والوسطى إلى القرنين الثاني والأول قبل الميلاد، بينما تم تشييد البركة السفلية خلال العصر المملوكي (القرن الخامس عشر). وقد لعبت هذه البرك دورًا مهمًا في إمدادات المياه للمنطقة لعدة قرون، حيث كانت جزءًا من ممر مائي قديم يزود القدس بالمياه، واستفادت منها بيت لحم. وكان هيرودس الكبير ينقل الماء عن طريق قناة من البرك إلى هيروديون، وعلى الأرجح إلى القدس أيضًا. قام بيلاطس البنطي بإصلاح البرك.
اهتم سليمان القانوني بمشكلة المياه التي كانت تعاني منها مدينة القدس، فخصص أموالا كثيرة لبناء المنشآت المائية، فعمر برك سليمان، وقناة السبيل التي كانت تزود القدس بالماء من هذه البرك. وفي عام 1622 قام السلطان مراد الرابع ببناء قلعة مراد المقابلة للبرك، لحمايتها من اللصوص وقطاعي الطرق، الذين حاولوا تدمير وتخريب قنوات المياه. وفي القلعة عدة غرف لمبيت الجنود، ومسجد للصلاة، وأربع أبراج مرتفعة لمراقبة المنطقة.
وفي أوائل الانتدتاب البريطاني عام 1919، استبدلت القنوات الفخارية بقناة جديدة ومضخة من المعدن، لإيصال المياه لمدينة القدس.