دير القديس ثيودوسيوس
يقع الدير في بلدة العبيدية حوالي 12 كم من الشرق لبيت لحم على الطريق المعروفة بطريق وادي النار الذي يسلكه الفلسطينيين كطريق بديل يربط محافظة بيت لحم مع القرى الشرقية للقدس ومحافة رام الله والبيرة بعد أن أغلقت اسرائيل الطريق التقليدية عبر القدس. يعرف الدير لدى الفلسطينيين بدير "ابن عبيد" أو دير "دوسي"، وهو وفقًا للتقليد، موقع راحة المجوس أو الملوك الثلاثة بعد زيارة يسوع الطفل في بيت لحم وتقديم الهدايا له.
بُني الدير الحالي على أنقاض دير قديم أسسه القديس ثيودوسيوس عام 465م. توفي المؤسس عام 520م، ودفن في كهف داخل الدير. وصل الدير لأوج ازدهاره بين القرنين الخامس والسابع، ضم آنذاك 4 كنائس و700 راهب وراهبة بالإضافة إلى 2500 آخرين. وتميز هذا العصر بروح التقوى والطاعة والنسك. شهد الدير فترة انتعاش في القرن الثاني عشر قبل أن يتم هجره خلال عصر الفرنجة ويصبح بعدها ملاذًا لقبيلة "ابن عبيد" المحلية التي أعطته اسمه الحالي.
في عام 1881 م، قام مدير مدرسة الصليب الكريم اللاهوتية – المصلبة – بشراء أطلال الدير من البدو، وعام 1896 م قام بطريرك القدس آنذاك بوضع حجر الأساس للدير الجديد، وتم تدشين البناء الحالي عام 1952 م.
ولد القديس ثيودوسيوس (عطالله) في قرية الكبّدوكية (تركيا)، وعاش إلى سن المائة وخمس سنوات، حيث توفي في العام 520م، ويقبع قبره الآن في كهف أبيض الجدران داخل الدير.