باب العامود
يسمى أيضاً باب دمشق وباب نابلس، يقع في الجدار الشمالي لسور البلدة القديمة عند بداية انحدار الوادي المركزي، الذي يقطع البلدة القديمة من الشمال إلى الجنوب، والذي يعرف حالياً باسم الواد، وهو أحد مداخل مدينة القدس الرئيسة، ويعتبر الباب الرئيس لدخول المدينة، وهو أهمها وأجملها وأكثرها ثراءً من الناحية المعمارية والزخرفية. معمارياً لباب العامود واجهتان، شمالية تقابل الداخل للبلدة القديمة، وهي غاية في الإتقان وهي واجهة حجرية ضخمة تمتد ما يقارب 42م وترتفع بمقدار 16.8م حتى بداية شرفات السور العلوية. وتقسم هذه الواجهة إلى قسمين علوي وسفلي، السفلي بني من حجارة كبيرة مهذبة (حوالي ثمانية مداميك) وتضم المدخل الشرقي. وأما القسم العلوي فهو التطوير العثماني للباب والذي يعود للقرن السادس عشر الميلادي. كما تحتوي الواجهة الشمالية على برجين كبيرين. والواجهة الجنوبية تقابل الخارج من البلدة القديمة، وتبدو متواضعة أمام الواجهة الشمالية، لكنها تحمل نفس العناصر الزخرفية والمعمارية وتنتمي لنفس النسيج المعماري الخاص بالباب.
يعود بناء باب العامود إلى الفترة الرومانية في عهد الإمبراطور الروماني هدريان الذي أعاد بناء المدينة سنة 135 ميلادية، ووضع في الساحة الداخلية للباب عاموداً من الجرانيت الأسود، بارتفاع أربعة عشر متراً، ويحمل تمثالاً لهدريان. وقد ظهرت صورة العامود على خريطة مادبا التي يعود تاريخها إلى القرن السادس الميلادي. والباب الحالي يرجع إلى الفترة العثمانية، وقد تم ترميمه آخر مرة في عهد السلطان العثماني سليمان القانوني سنة 1538 ميلادية.