جامع فاطمة خاتون
يقع المسجد في وسط مدينة جنين، الى الغرب من مبنى السرايا، وقد بني هذا المسجد في اواخر عهد السلطان العثماني سليمان القانوني حوالي عام 974هـ الموافق1566م، بأمر من السيدة فاطمة خاتون ابنة أبي الفضل محمد بن السلطان قانصوة الغوري، وزوجة السلطان البوسني اللالا مصطفى باشا. يحد المسجد من الغرب قناة عين نيني (بعد جفاف العين تم إنشاء سوق الخضار (الحسبة))، ومن الشرق الطريق المؤدي الى مدينة الناصرة، ومن الشمال يحده طريق فرعي من شارع الناصرة، ومن الغرب الشارع المتجه الى مدينة حيفا.
خلال زيارة السيدة خاتون الى فلسطين، ومرورها من مدينة جنين، اعجبت في موقع المسجد هذا ولاحظت عدم وجود مكان للعبادة، فأمرت بإنشاء المسجد. تبلغ مساحة البناء القديم من المسجد حوالي 200 متر مربع وتبلغ مساحة الأرض المحيطة به حوالي 3 دونمات ونصف، ولاحقاً تمت توسعة لتبلغ مساحته حوالي 1000م2.
خلال مراحل البناء، ألحق بالمسجد عدة إضافات، كالمخبز، والحمام العام وسبيل ماء، والتكية التي حولت في الفترات اللاحقة الى محال تجارية، أما مبنى المسجد فيحتوي على قبة كبيرة تعتبر ثاني أكبر قبة في فلسطين بعد قبة الصخرة المشرفة، ويضم أيضا مكتبة تحتوي على كمية كبيرة من الكتب، ومصلى للنساء، وكما يوجد له مئذنة في الجهة الغربية من المبنى.
تعرضت الجهة الشرقية من المسجد للضرر خلال معركة المرج عام 1799م، حينما قام جنود نابليون بقصف المنطقة بالمدافع، وفي عام 1927م تصدع مبنى المسجد بسبب الزلزال الكبير الذي ضرب فلسطين، وفي خمسينيات القرن الماضي قامت بلدية جنين بتوسعة وترميم المسجد، حيث أزالت الحمام التركي، وحولت منطقته الى ساحة عامة واصبحت لاحقاً هذه الساحة تستخدم كسوق للخضار.
