دير بئر يعقوب
يقع بناء الدير في الجهة الشرقية من مدينة نابلس، يفصله شارع بلاطة عن مخيم بلاطة للاجئين من الجهة الجنوبية، وتقابله مباني قرية بلاطة البلد من الجهة الغربية، ويقابله مدينة نابلس الصناعية من الجهة الشمالية.
يتمتع الدير بمكانة دينية هامة لارتباطه بالموروث الديني حسب الاعتقاد المسيحي بسيدنا يعقوب وبقصة سيدنا عيسى عليه السلام مع المرأة السامرية.
ونظرا لهذه الأهمية، نال البئر ومحيطه قدسية خاصة نتج عنها اقامة كنيسة بيزنطية تعد من اقدم الكنائس خلال القرن الرابع للميلاد.
ومع بداية الاعتراف الرسمي بالديانة المسيحية في فترة حكم الامبراطور قسطنطين 324م – 337م، سارعت والدته هيلانة الى اقامة عدد من الكنائس على خط سير سيدنا عيسى، وقد اقيمت هذه الكنيسة قبل منتصف القرن الرابع للميلاد، وجعلت من بئر يعقوب عليه السلام مركزا لها، ولكن هدمت الكنيسة لاحقا بفعل الحروب والزلازل، التدمير الاول حصل نتيجة ثورة السامريين على الحكم البيزنطي عام 484م، ثم اعاد بناء الكنيسة الامبراطور جوستنيان حوالي عام 529م .
وقد زارها الكثير من الرحالة الاجانب خلال الفترة البيزنطية، ويرجح انها هدمت في نهاية القرن السابع بفعل زلزال ضرب المنطقة.
وفي الفترة الصليبية اعيد بناء الكنيسة على انقاض الكنيسة البيزنطية، ولكن مساحة الكنيسة الصليبية اقل من مساحة الكنيسة البيزنطية.
اصبح موقع البئر في نهاية الكنيسة من الجهة الشرقية، على الرغم من ان الكنيسة الصليبية قد تهدمت بفعل عوامل الزمن الا انها بقيت مزارا للحجيج المسيحيين، حيث بقي القبو الذي يضم البئر بحالة سليمة، وكان الزوار يحرصون على زيارته والتبرك بالشرب من مياهه، وهو بئر تنبع منه الماء على مدار العام حفر بعمق يصل الى اربعون مترا، ولا يزال بحالته الاصلية.
في عام 1860م قامت البطريركية اليونانية بشراء موقع الكنيسة والاراضي المحيطة بها؛ تمهيداً لإعادة بناء الكنيسة، ولكن لم يستكمل بناء الكنيسة، بسبب نشوب الحرب العالمية الاولى عام 1914م، وفي عام 1988م قام راعي الكنيسة الاب يوستينوس باستكمال بناء الكنيسة ومرافقها على شكلها الحالي واصبحت تقام بها الصلوات وتستقبل الحجيج والزوار، ولا يزال الاب يوستينوس قائماً على خدمة هذا الدير، وتعد مقصداً سياحياً هاماً خاصة للافواج السياحية.
