البلدة القديمة - نابلس

سبب التسمية: A distortion of Neapolis, which is the name of the city in the Roman period and it means the new city.

البلدة القديمة - نابلس

أخذت المدينة موقعها على الضفة الجنوبية للوادي عند نهاية سفوح جبل جرزيم، وهي إحدى حلقات التطور التاريخي للمدينة، التي أعيد تأسيسها عدة مرات ابتداء من الالف الرابع ق.م، حينما أسست هذه المدينة في موقع تل بلاطة (شكيم الكنعانية)، على بعد 2كم شرق البلدة القديمة، ثم أعيد تأسيس المدينة مرة اخرى سنة 72 ميلادية  في العصر الروماني، وحملت اسم نيابوليس بمعنى المدينة الجديدة، وعلى أنقاض المدينة الرومانية أقيمت البلدة القديمة.

يرتكز مخطط المدينة الى شارع رئيسي، يخترقها ابتداء من بوابتها الغربية وانتهاء بالبوابة الشرقية، يوازي شمالاً شارعاً اخر، يطلق عليه شارع الخان أقل منه أهمية، يتصلان معا من خلال عدد من الطرق الفرعية والازقة في عدة مواقع من امتدادهما، تضم المدينة ست أحياء سكنية وهي: حارة الغرب، حارة الياسمينة، حارة العقبة، حارة القريون، حارة القيسارية، وحارة الحبلة توزعت على مسار شارع المدينة الرئيسي وكانت تتصل به بشكل مباشر، أطلق على هذا الشارع شارع النصر؛ احتفالاً بانتصار قوات صلاح الدين الايوبي على الصليبيين، وفي الفترة العثمانية ألحق بالشارع ساحة المدينة العامة وجامع النصر أجمل مساجد المدينة، وعلى طرف الساحة الجنوبي يتواجد مقر حاكم المدينة العثماني (السرايا)، اما الشارع الثاني وهو شارع الخان، فكانت وظيفته تواصل الحركة التجارية على اسواق المدينة، وأهمها سوق الحدادين، سوق البصل، خان التجار، خان الوكالة، الخان الجديد وغيرها، وكانت الحارات الستة تأوي سكان المدينة بمختلف عائلاتها، فكانت كل حارة تضم عددا من الاحواش، كل حوش منها كان مخصصاً لإحدى العائلات الممتدة.

تضم البلدة القديمة تسعة مساجد تاريخية، وكنيس سامري وعدد من الكنائس، تتوزع على أحيائها، كما ويتوزع حوالي 15 مقاماً وزاوية اسلامية في انحائها المختلفة، بالإضافة الى عدد كبير من اسبلة الماء وعدد من القصور التاريخية المخصصة لبعض العائلات الحاكمة، مثل عائلة عبد الهادي وعائلة طوقان وعائلة النمر.

احتضنت المدينة ما يقارب 40 مبنى من الصبانات التاريخية، و8 حمامات عامة التي تعرف بالحمامات التركية، وكان للمدينة ستة بوابات في محيطها شبه الدائري، كانت تفتح صباحا وتغلق مساء .

في مطلع القرن الماضي،  بدأت المدينة بالتوسع السريع خارج أسوارها التاريخية، وقد حصلت المدينة على شهرة واسعة داخل فلسطين وخارجها؛ بسبب مركزيتها الادارية والصناعية والتجارية، وجمال مبانيها وغزارة مياهها، وصادراتها من الصابون الذي يحمل اسمها، وصناعتها لأشهر انواع الحلويات، وعلى رأسها الكنافة النابلسية ذات الشهرة العالمية.

زارها العديد من الرحالة الاجانب والعرب ووصفوها بأجمل الاوصاف، وأطلقوا عليها أسماء عديدة مثل عش العلماء، وجبل النار، ودمشق الصغرى، ومنذ عقدين، تشهد البلدة القديمة اهتماماً كبيراً من بلدية نابلس ومن القطاع الخاص، والذي بدأ ينعكس بشكل جيد على إعادة إحياء أسواق هذه المدينة ومبانيها وحماماتها التاريخية ومساجدها ومساكنها، وأصبحت تتحول الى مركز تجاري وسياحي يستقطب حركة سياحية وتجارية تنمو بشكل سريع سواء من أهالي المدينة، أو المدن الفلسطينية الأخرى أو من السياحة الوافدة.