جبل جرزيم والطائفة السامرية
يقع إلى الجنوب من مدينة نابلس على ارتفاع 881م ويسمى جبل الطور وهو عبارة عن جبل كلسي منحدر تغطيه أشجار الزيتون، سمي الجبل بجرزيم بمعنى الفرائض أي الجبل الذي تقام عليه الفرائض.
و يعتبر جبل جرزيم من اهم جبال نابلس وذلك نظراً لموارده الطبيعية خاصة المصادر المائية من الينابيع الممتدة على السفوح الشمالية كما ويضم الجبل عدد من المواقع والمباني الاثرية الهامة، أهمها بقايا موقع أثري كبير أقيم على قمته خلال الفترة الهلينستية في القرن الثاني ق.م، وفي الفترة الرومانية أقيم على قمة تل الراس معبد جوبتير، وخلال الفترة البيزنطية بنيت كنيسة مريم العذراء و دير بير الحمام ومقام الشيخ غانم الذي يعود للفترة المملوكية إضافةً الى العديد من الخرب مثل: خربة القصر وخربة النبي اسماعيل.
تعيش الطائفة السامرية على قمة الجبل حيث بنى السامريون معبدهم على هذا الجبل عام 332ق.م تقريباً وأظهرت التنقيبات الأثرية بقايا تتعلق في معبد زيوس من عهد هادريان، ما أكد على أهمية وشهرة الجبل هو إرتباطه المباشر بهذه الطائفة، حيث أنها أصغر مجموعة دينية متواصلة في العالم، يعتبر السامريون جبل جرزيم مركزهم المقدس و يبلغ عدد أفراد الطائفة أقل من 900 شخص يتوزع نصفهم في داخل فلسطين المحتلة 1948م والنصف الآخر في المدينة التي أقاموها على قمة جبل جرزيم ويتكلمون اللغة العربية والعبرية كما ويشكلون جزء من النسيج السكاني والإجتماعي لمدينة نابلس.
ترتكز العقيدة السامرية على شريعة موسى حيث أنهم يؤمنون بالخمسة أسفار الأولى للتوراة، ولكنهم يتناقضون بشكل جذري كبير مع العقائد اليهودية ويعتبرون أنفسهم المحافظون الحقيقيون للشريعة ويلتزمون بمعتقداتهم ومن أهمها قدسية ومركزية جبل جرزيم فهو وجهتهم وموقع شعائرهم الدينية وتخصيص يوم السبت للشعائر الدينية والانقطاع التام عن ممارسة الحياة اليومية كما ويقوم الكاهن المؤهل للذبح بذبح الحيوانات التي يحل أكل لحومها كما وأنهم ملتزمون التزام كامل في مواعيد الأعياد حسب التقويم العبري السامري وهي سبعة أعياد من أهمها عيد الفصح وعيد العرش وعيد الخبز، كما ويعتقدون أن موقع تضحية وفداء سيدنا اسحق من قبل والده سيدنا ابراهيم على هذه الصخرة وأن الهيكل الذي أقامه يوشع بن نون أقيم على هذا الجبل.
