نابلس

تُعد مدينة نابلس ذات موقع استراتيجي حيوي يربط شمال فلسطين بجنوبها. تقع نابلس عند تقاطع الطرق الرئيسية الممتدة من الناصرة وجنين في الشمال إلى الخليل في الجنوب، ومن يافا في الغرب إلى أريحا في الشرق. تبعد نابلس عن القدس مسافة 69 كم،  وعن البحر المتوسط 42 كم.

تأسست نابلس في عام 72م وعرفت باسم نيابولس أو المدينة الجديدة من قبل الأباطرة الرومان من سلالة فلافيوس. وقد بنيت على المنحدر الشمالي لجبل جرزيم، على بعد 2 كم تقريبا من تل بلاطه.  ويُعرف تل بلاطة بأنه بلدة شكيم الكنعانية التي ورد ذكرها في العديد من المصادر القديمة، والتي سُكِنَت خلال العصر الحجري النحاسي  والعصور اللاحقة: البرونزي والحديدي والهيلينستي.

تمّ تحويل الاسم اليوناني الأصلي للمدينة عبر السنين إلى نابلس، وهو الاسم الحديث للمدينة. وقد جرى صك اسم المدينة على أول قطع للعملة صدرت في عهد الأباطرة الرومان (دوميتيان وماركوس اوريليوس)، وأصبحت مركزا هاما في القرن الثاني للميلاد. أقيمت فيها مشاريع معمارية هامة، بما في ذلك ميدان سباق الخيل، والمدرج والمسرح وغيرها من المباني العامة. كما شيد معبد روماني مكرس لزيوس فوق جبل جرزيم في عهد انطونيوس بيوس. ورُفعت مكانة مدينة نيابولس إلى وضع مدينة إدارية رومانية في عهد فيليب العربي

ازدهرت المدينة خلال الفترة البيزنطية، و خلال حكم الإمبراطور زينو بنيت كنيسة كبيرة مثمنة الشكل على قمة جبل جرزيم في عام 484م، وكانت مكرسة لمريم العذراء. وقام الإمبراطور جوستنيان (530م) بتحصين هذه الكنيسة من خلال بناء جدار تحيط به الأبراج.

وقد فتح الأمويون العرب مدينة نابلس في النصف الأول من القرن السابع الميلادي، وخلال الفترة الأموية ألحقت هذه المدينة النامية  بمحافظة دمشق، إذ كانت دمشق مقرا للخلافة الأموية بين عام 661م و750م. تعرضت المدينة القديمة في نابلس إلى سلسلة من الزلازل منذ نهاية الفترة الأموية والتي أحدثت دمارا كبيرا في بعض عمائرها. وأصبحت نابلس تُعرف ابتداءً من القرن العاشر باسم دمشق الصغيرة.

 تمثل الأحياء السبعة في مدينة نابلس القديمة، نموذجا مميزا للعمارة التقليدية في المناطق الحضرية في فلسطين. ويتميز مركز المدينة بسوقه المفعم بالحياة، ومساجده الرائعة، والحمامات التركية، ومصانع الصابون التقليدية، وبدأت المدينة بالتوسع خارج أسوارها الأصلية في نهاية القرن الثامن عشر.

تعتبر مدينة نابلس اليوم مركزا تجاريا وصناعيا وزراعيا في المنطقة الشمالية من فلسطين. وتشتهر بصناعة الصابون المصنوع من زيت زيتونها، والمشغولات الذهبية المميزة، والحلويات التقليدية، وهي أفضل مكان لتناول الكنافة في فلسطين؛ وهى من ألذ الحلويات الفلسطينية المحببة.