بيت لحم
تقع مدينة بيت لحم على بعد حوالي 10 كم عن البلدة القديمة لمدينة القدس، وترتفع حوالي 772 مترا فوق سطح البحر المتوسط، يسود فيها مناخ متوسطي معتدل، ذو صيف حار وجاف، وشتاء بارد ممطر.
يعود تاريخ بيت لحم إلى آلاف السنين، حيث وجدت أدلة أثرية تثبت وجود بشري في المنطقة منذ العصر النحاسي ومن ثم العصر البرونزي والعصر الحديدي. ومن المرجح أن أقدم المستوطنات فيها، كانت تقع على المنحدرات الشرقية، وفي حقول بيت ساحور، قبل إنشاء المدينة على التلال العالية. ازدادت أهمية بيت لحم خلال الفترات الهلنستية والرومانية، خاصة عند بناء قناة القدس لجلب المياه من منطقة برك سليمان إلى القدس القديمة.
ترتكز أهمية بيت لحم وشهرتها عالمياً لكونها مسقط رأس يسوع المسيح، والمكان الذي يستذكره العالم في كل عام ليعيش المؤمنون قصّة الميلاد بتفاصيلها الروحانية والتاريخية. فبعد ميلاد يسوع المسيح في عهد الملك هيرودس، أصبح للمدينة شهرة عالمية واسعة.
في القرن الرابع الميلادي، أمر الإمبراطور قسطنطين ببناء كنيسة المهد، التي أقيمت فوق المغارة التي ولد فيها يسوع المسيح. ولا تزال هذه البازيليكا، التي أعيد بناؤها وتوسيعها على مر القرون، محور مدينة بيت لحم ومقصدًا أساسيًا للحجاج والسياح من مختلف أنحاء العالم.
تحيط بكنيسة المهد مواقع دينية مهمة كثيرة، منها مغارة الحليب، حيث يقال إن مريم العذراء قد أرضعت الطفل يسوع فيها، وحقول الرعاة، حيث ظهرت الملائكة للرعاة المحليين لتعلن ولادة يسوع المسيح، وغيرها من الكنائس والأديرة التي توفر للزوار فرصة السير على خطى المسيح والعائلة المقدسة والتواصل مع التقاليد الروحية المسيحية .
بالإضافة إلى تراثها الديني، تعد مدينة بيت لحم القديمة التاريخية متعة للاستكشاف، بأزقتها المتعرجة ومبانيها الحجرية القديمة والأسواق الصاخبة التي تبيع الحرف اليدوية الأصيلة ومنحوتات خشب الزيتون والمنسوجات المطرزة وغيرها من المنتجات الحرفية المحلية. يمكن للزوار الانغماس في الثقافة النابضة بالحياة وكرم الضيافة للمجتمع الفلسطيني، وتذوق المأكولات الشرق أوسطية اللذيذة واكتساب فهم أعمق للحياة في هذه المدينة المقدسة.