مدينة القدس

القدس هي عاصمة فلسطين وهي مدينة مقدسة لأصحاب الديانات الإسلامية والمسيحية واليهودية، وهي واحدة من أقدم المدن المأهولة في العالم، وقد أظهرت الحفريات الأثرية بأن تاريخ المدينة قد بدأ منذ أكثر من 5000 سنة، ويوجد فيها 220 معلما اثريا وتاريخيا. عُرفت المدينة عبر تاريخها بأسماء مختلفة ومنها: اورساليم، وايليا كابيتولينا، والمدينة، وبيت المقدس، والقدس. ويمثل تاريخها ومعالمها شهادة واضحة لتعاقب الحضارات عليها والتي تظهر في العصر البرونزي والعصر الحديدي والفترة اليونانية والرومانية والبيزنطية والأموية والعباسية والفاطمية والأيوبية والإفرنجية والمملوكية والعثمانية امتدادا حتى وقتنا الحاضر.

وتُعتبر مدينة القدس ذات أهمية خاصة بالنسبة للمسيحيين في كافة أرجاء العالم، كونها تضم العديد من الأماكن المقدسة التي ترتبط ارتباطاً وثيقا بحياة وتعاليم يسوع المسيح، أهمها مراحل صلبه ودفنه وقيامته وصعوده إلى السماء. ومن بين تلك الأماكن المقدسة: كنيسة القيامة حيث يوجد القبر المُقدَس وطريق الآلام و جبل الزيتون وحديقة الجثمانية ووادي قدرون وكنيسة قبر السيدة العذراء وغيرها. 

كما وتُعتَبَر القدس بالنسبة للمسلمين أولى القبلتين وثاني الحرمين. ومن أهم معالمها الإسلاميَة قبَة الصخرة والمسجد الأقصى الذي يُعتبر المكان الثالث بين الأماكن الأكثر قدسية وأهمية للمسلمين بعد الكعبة المُشرِفة في مكّة المُكرَمة، والمسجد النبوي في المدينة المنورة في السعودية. وقد تم بناء المسجد الأقصى وقبة الصخرة في القرن السابع الميلادي؛ وكلاهما يُمثلان قطعة رائعة من الهندسة المعمارية، إلى جانب أسوار المدينة التاريخية، وأسواقها المفعمة بالحياة.

وتعتبر البلدة القديمة في القدس بأسوارها إحدى أكثر مدن العصور الوسطى الإسلامية المحافظ على طرازها وشكلها بصورة جيدة في العالم، وهي تقسم حالياً إلى أربعة أحياء أو حارات: الحي الإسلامي وحارة النصارى وحي الأرمن والحي اليهودي. وكانت المدينة القديمة موطنا للعديد من الثقافات المتنوعة، والتي انعكست في تخطيطها وهندستها المعمارية ومبانيها المقدسة، وكذلك في طرقها وأسواقها وأحيائها السكنية. ولا تزال التقاليد الحية في مدينة القدس بارزة حتى يومنا هذا، وتجعل منها قلبا نابضا بتاريخ البشرية.

 وقد أُدرجت القدس في عام 1981على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر، بواسطة المملكة الأردنية الهاشمية.