رام الله والبيرة:
رام الله:
اسم رام الله عبارة عن مقطعين رام والله، رام أو رامه هي كلمة آرامية تعني المكان المرتفع والله هي لفظ الجلالة، وقد استخدمت هذه التسمية في الفترة الإسلامية، أما في الفترة الصليبية فقد عرفت باسم راميلية.
تقع رام الله في وسط الضفة الغربية، على سفوح سلسلة الجبال الوسطى حوالي ستة عشر كيلومتراً إلى الشمال من القدس، وترتفع عن سطح البحر بحوالي 900 متر. وهي متداخلة ومتصلة بمدينة البيرة وتلقبا بالتوأم. اكتسبت رام الله لقب "عروس فلسطين" لجمالها الطبيعي الأخاذ.
لطالما كان مناخ المدينة اللطيف والمعتدل ملاذًا صيفيًا شهيرًا، يجذب الزوار المحليين والعرب والأجانب كذلك الشعراء والأدباء والفنانين والموسيقيين الذين ساهموا في تشكيل المشهد الثقافي النابض بالحياة في تاريخ رام الله.
كانت مدينة رام الله قرية زراعية في الفترة الصليبية، وتأسست رام الله الحديثة بهجرة عائلتين عربيتين إحداهما مسلمة والأخرى مسيحية من الشوبك في جنوبي الأردن في أواخر القرن الخامس عشر للميلاد، العائلة المسيحية هي عائلة راشد الحدادين، سكنت في رام الله، والثانية هي عائلة حسين طناش التي أقامت في البيرة، واندمجت مع عائلتها.
تُقدم رام الله للزوار مجموعة كبيرة من الخدمات العامة والمرافق السياحية والثقافية من فنادق ومطاعم ومتنزهات وحدائق عامة ومتاحف وقاعات ومراكز فنيّة وغيرها، مما يجعل رام الله وجهة سياحية جاذبة للسياحة المحلية والأجنبية.
تعتبر رام الله مركز الحكومة الفلسطينية المؤقت لحين الانتقال الى القدس وبها ممثليّات لمعظم دول العالم التي اعترفت بالدولة الفلسطينية.
البيرة:
أطلق اسم البيرة على المواقع والأماكن التي كان يتكلم أو ينطق فيها بالآرامية، وبالتالي فإن البيرة هي ترجمة للفظ الآرامي (بيرتا) أي بمعنى القلعة أو الحصن.
تقع البيرة على بعد 16كم شمال مدينة القدس، وعلى الطريق الرئيس الذي يربط القدس بمدينة نابلس. وتقع على منحدر يرتفع 800 متر فوق سطح البحر.
تضم البلدة بقايا تعود لفترات حضارية مختلفة (البيزنطية والصليبية والمملوكية والعثمانية)، وتضم البلدة القديمة العديد من المعالم الأثرية مثل الخان والكنيسة وبعض المقامات الدينية إلى جانب المباني التقليدية، وهي عبارة عن نسيج معماري تمثل العمارة الشعبية والتقليدية في مدينة البيرة. وتضم البيرة ومحيطها الكثير من الينابيع والآثار، استخدم بعضها لمياه الشرب، مثل: عين الجامع وهي من أهم العيون في البيرة، وبعض العيون استخدمت في ري المزروعات ، وبعضها كانت تقوم عليها صناعة طحن الحبوب من خلال طواحين الماء، مثل: عيون الجنان، وهي أربع عيون بالقرب من الشيخ نجم جنوب البيرة، وكانت تتدفق منها المياه طوال العام وقد أنشئت على مجاري الوادي طاحونة ماء، وغالبية عيون البيرة اندثرت ولم يبقى منها إلا القليل، مثل: عين الجامع، عين سيدي شيبان، عين أم الشرايط وعيون الجنان.
تعود الدلائل الأثرية الأولى التي وجدت في موقع البيرة إلى العصر البرونزي، وقد استمر الاستيطان فيها حتى يومنا هذا. وبجوار الشارع الرئيس البيرة- نابلس وجدت بقايا كنيسة صليبية تقع في مركز المدينة القديمة لبلدة البيرة، وعلى الجهة الغربية لشارع القدس يقع الموقع الأثري تل النصبة، الذي تم تنقيبه في العشرينيات والثلاثينيات من هذا القرن. وفي القرن السابع عشر الميلادي استقبلت البيرة مهاجرين من الكرك جنوبي الأردن، حيث جاء حسين طناش وقبيلته ذات الأغلبية إليها. تحولت البيرة بطقسها الجميل إلى نقطة جذب سياحي، واشتهرت كمصيف. وقد توقفت هذه الحركة في المدينة بعد احتلالها عام 1967، وتحتفظ البيرة بعلاقات وثيقة مع الجاليات الكبيرة من المغتربين الأمريكيين. وبعد العام 1948 استقبلت المدينة وفوداً كبيرة من المهجرين من مدن فلسطينية مثل اللد والرملة ويافا وغيرها.